فصل: الباب الخامس: في أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب **


 الباب الخامس‏:‏ في أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها

قال المؤلف‏:‏ وهي كثيرة يحضرني منها عشرون موضعًا وذكرها، ونحن نذكر منها مايلي‏:‏

1_ قولهم ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص854‏]‏ في ‏(‏إذا‏)‏ غير الفجائية‏:‏ إنها ظرف لما يستقبل من الزمان فيها معنى الشرط غالبًا، وأحسن من ذلك أن يقال‏:‏ ظرف مستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه صالح لغير ذلك‏.‏

2_ قولهم ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص857‏]‏‏:‏ ‏'‏‏'‏ ائتني أكرمْك ‏'‏‏'‏ إن الفعل مجزوم بجواب الأمر والصواب أنه جواب شرط مقدر‏.‏

3_ قولهم ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص860‏]‏‏:‏ المجازي التأنيث يجوز معه التذكير والتأنيث، والصواب أن يقال‏:‏ المسند إلى المؤنث المجازي يجوز فيه التذكير والتأنيث إذا كان فعلًا أو شبهه والفاعل ظاهرا، ولذا لايجوز‏:‏ هذا الشمس، ولا هو الشمس، بخلاف طلع الشمس‏.‏

4_ قولهم ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص861‏]‏‏:‏ النكرة إذا أعيدت نكرةً كانت غير الأولى، وإن أعيدت معرفة أو كانت معرفةً فأعيدت معرفةً أو نكرة فالثانية هي الأولى، ويشكل على هذه القواعد الأربع قوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ‏}‏ ‏[‏سورة الروم ‏.‏ الآية‏:‏ 54‏]‏ إلخ، فإن ‏(‏قوة‏)‏ أعيدت نكرة، والثانية هي الأولى، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ‏}‏ ‏[‏سورة النساء ‏.‏ الآية‏:‏ 128‏]‏ فإن الثاني أعم من الأول، وقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ‏}‏ ‏[‏سورة الرحمن ‏.‏ الآية‏:‏ 60‏]‏ فإن الثاني الجزاء والأول العمل، وقوله‏:‏ ‏{‏يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء ‏.‏ الآية‏:‏ 153‏]‏ فالثاني غير الأول، ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن ما خرج عن القاعدة فلقرينة أخرجته‏.‏

5_ قولهم ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص867‏]‏ في‏:‏ ‏{‏خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة ‏.‏ الآية‏:‏ 36‏]‏ أنه مفعول به، والصواب أنه مفعول مطلق يوضحه أن المفعول به ما كان موجودًا قبل الفعل الذي عمل فيه ثم أوقع الفاعل به فعلًا، والمفعول المطلق ما كان الفعل فيه هو إيجاده، ومثل ذلك‏:‏ كتبت كتابًا، وعملت صالحًا، بخلاف بعت كتابًا‏.‏

6_ قولهم في‏:‏ ‏(‏كاد‏)‏ ‏[‏انظر‏:‏ المغني ص868‏]‏‏:‏ إن إثباتها نفي ونفيها إثبات وهو خطأ والصواب أنها كغيرها إثباتها إثبات ونفيها نفي، وبيان ذلك أن معناها المقاربة، فمعنى‏:‏ كاد يفعل قارب الفعل، ولم يكد يفعل لم يقارب الفعل، فإذا انتفت مقاربة الفعل انتفى عقلًا ذلك الفعل، أما في حال الإثبات فإذا قلت‏:‏ كاد يفعل، فمعناه قارب الفعل ولم يفعل، ولا يرد على ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة ‏.‏ الآية‏:‏ 71‏]‏ مع أنهم فعلوا وذبحوها لأن نفي ذلك في أول الأمر ما قاربوا الفعل ولكنهم بعد فعلوا‏.‏

إذا قلت‏:‏ مررت برجلٍ أبيض الوجه لا أحمرَِه، فإن فتحت الراء فمحل الهاء النصب على التشبيه بالمفعول به، وإن كسرت الراء فمحل الهاء جر بالإضافة، لأن ‏(‏أحمر‏)‏ لا ينصرف فلا يجر بالكسرة إلا إذا أضيف‏.‏

إذا قيل‏:‏ ما أنت، فهو مبتدأ وخبر، وإذا قيل‏:‏ ما أنت وزيدًا، فما مفعول مقدم لفعل محذوف تقديره‏:‏ ما تصنع أنت، وأن فاعل تصنع برز لما حذف الفعل والواو للمعية وزيدًا مفعول معه‏.‏